مرض الكبد الدهني: الوباء الصامت وكيفية الوقاية منه طبيعيًا

Picture of Dr. Suleiman Atieh

Dr. Suleiman Atieh

Suleiman Atieh, experienced pharmacist specializing in healthcare, patient wellness, safe medication practices, disease management, and supplement guidance.
مرض الكبد الدهني والوقاية منه طبيعيًا.

مرض الكبد الدهني: الوباء الصامت وكيفية الوقاية منه طبيعيًا

يُعد مرض الكبد الدهني من أكثر الأمراض انتشارًا في العالم، حيث يُصيب نحو شخص من كل أربعة. ومع ذلك، لا يشعر معظم الناس بوجوده إلا في مراحله المتأخرة. في ظل أنماط الحياة الحديثة، التي تتسم بقلة الحركة وكثرة تناول الأطعمة المصنعة، أصبح هذا المرض يُعرف بـ”الوباء الصامت”.

لكن في المقابل، توجد أخبار جيدة:
يمكن الوقاية من مرض الكبد الدهني بشكل طبيعي، بل وحتى عكسه، خاصةً إذا تم اكتشافه مبكرًا واتباع نمط حياة صحي.

ما هو مرض الكبد الدهني؟

في الواقع، هو حالة يحدث فيها تراكم الدهون داخل خلايا الكبد. وينقسم إلى نوعين رئيسيين:

  • مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD): وهو الأكثر شيوعًا، ويحدث دون تناول الكحول.

  • مرض الكبد الدهني الكحولي (AFLD): وينتج عن الإفراط في شرب الكحول.

تجدر الإشارة إلى أن النوع غير الكحولي يعتبر الأخطر، لأنه قد يتطور بصمت إلى مضاعفات خطيرة مثل:

  • التهاب الكبد الدهني (NASH)

  • التليّف الكبدي

  • تليف الكبد الكامل

  • وأحيانًا سرطان الكبد

الأسباب الشائعة

تُظهر الدراسات أن العديد من العوامل تسهم في تطور هذا المرض، مثل:

  • تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة

  • السمنة وزيادة الوزن

  • مقاومة الإنسولين أو الإصابة بمرض السكري

  • ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية

  • قلة النشاط البدني

  • بالإضافة إلى شرب الكحول (في حالة AFLD)

الأعراض: غالبًا ما تكون خفية

في معظم الأحيان، لا تظهر أعراض واضحة في المراحل الأولى. ومع ذلك، قد يلاحظ البعض:

  • تعب مستمر وغير مبرر

  • شعور بانزعاج أو ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن

  • زيادة في الوزن دون سبب واضح

  • ارتفاع إنزيمات الكبد في تحاليل الدم

لذلك، من الضروري إجراء فحوصات دورية للكشف المبكر، حتى لو لم تكن هناك أعراض.

كيف نحمي أنفسنا من مرض الكبد الدهني بشكل طبيعي؟

لحسن الحظ، الكبد عضو قوي وقادر على التجدد. ولكن لتحقيق ذلك، يجب الالتزام بما يلي:

1. اتباع نظام غذائي صحي

أولًا، يُفضل التركيز على:

  • الخضروات الورقية، والبروكلي، والبنجر، فهي تساهم في دعم إزالة السموم.

  • الدهون الصحية مثل أوميغا-3 (الموجودة في الأسماك الدهنية، وبذور الكتان، والجوز).

  • في المقابل، يجب تقليل استهلاك السكريات والنشويات المكررة.

علاوة على ذلك، من المفيد إدخال الأطعمة التالية:

  • الكركم: لخصائصه المضادة للالتهاب

  • الثوم: يساعد على تنشيط إنزيمات الكبد

  • الشاي الأخضر: غني بمضادات الأكسدة

2. ممارسة النشاط البدني بانتظام

من جهة أخرى، تُظهر الأبحاث أن التمارين مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة لمدة 30 دقيقة يوميًا تساهم في تقليل الدهون داخل الكبد وتحسين حساسية الإنسولين.

3. فقدان الوزن الزائد

حتى فقدان 5 إلى 10% من وزن الجسم يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في وظائف الكبد.

4. ضبط السكر والكوليسترول

من الضروري مراقبة مستويات السكر والدهون في الدم باستمرار، لتقليل خطر تفاقم الحالة.

5. تجنب الأدوية أو المواد الضارة بالكبد

أخيرًا، من المهم الحد من تناول المسكنات والأدوية غير الضرورية، وتجنب الكحول تمامًا.

مكملات طبيعية قد تساهم في دعم صحة الكبد

بالإضافة إلى التغييرات في نمط الحياة، قد تساعد بعض المكملات الطبيعية، ومنها:

  • شوكة الحليب (Milk Thistle): تحتوي على مادة السيليمارين، التي تدعم إصلاح خلايا الكبد.

  • أوميغا-3: تخفف من الالتهاب وتحسّن التمثيل الغذائي للدهون.

  • البرابرين (Berberine): ينظم مستوى السكر والدهون في الدم.

  • فيتامين E: فعال في حالات التهاب الكبد غير الكحولي، ولكن تحت إشراف طبي.

الخلاصة

في النهاية، يمكن القول إن مرض الكبد الدهني قد يكون صامتًا، لكنه ليس بلا حلول. باتباع نمط حياة صحي ومتكامل، يمكنك الوقاية منه، بل وحتى عكسه في مراحله المبكرة.
ابدأ من اليوم بخطوة بسيطة نحو صحة كبد أفضل، فالكبد السليم هو أساس العافية والطاقة.

Facebook
LinkedIn
Email
WhatsApp