ارتفاع حمض اليوريك: ما هو و كيفية إدارته

Picture of هبة امجد

هبة امجد

Hiba Amjad is a passionate pharmacist and health advocate, bringing expertise in chronic disease support, smart medication use, and natural wellness solutions. Through her writing, she empowers readers with trusted insights on balanced health, safe supplements, and proactive care.
فهم فرط حمض اليوريك: تعرف على أسبابه وأعراضه واستراتيجيات إدارته الفعالة لتحسين الصحة والعافية.

ما هو ارتفاع حمض اليوريك؟

ارتفاع حمض اليوريك يشير إلى حالة تكون فيها مستويات هذا الحمض مرتفعة في الدم. يحدث ذلك عندما يُنتج الجسم كمية كبيرة من حمض اليوريك أو لا يتمكن من التخلص منه بشكل كافٍ. حمض اليوريك هو منتج ثانوي ينتج عند تحلل مادة البيورينات، التي توجد بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة مثل اللحوم الحمراء وبعض أنواع الأسماك، كما يُصنع في الجسم. في الوضع الطبيعي، يتم التخلص من حمض اليوريك عبر الكلى، لكنه في حالة الارتفاع يتراكم في الجسم وقد يؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة.

مدى شيوع ارتفاع حمض اليوريك

ارتفاع حمض اليوريك يعتبر من الحالات الشائعة نسبيًا. تشير التقديرات إلى أن حوالي 20% من الناس قد يعانون من ارتفاع مستوياته. إذا تُرك دون علاج، فقد يؤدي إلى مشكلات صحية تشمل النقرس وتكوين حصوات الكلى، مما قد يؤثر سلبًا على جودة الحياة ويزيد من مخاطر حدوث مضاعفات في المفاصل.

أسباب ارتفاع حمض اليوريك وعوامل الخطر

يحدث ارتفاع حمض اليوريك نتيجة لعدة أسباب، منها النظام الغذائي وعوامل صحية وأخرى وراثية:

  • الأطعمة الغنية بالبيورينات: تحتوي بعض الأطعمة على مستويات عالية من البيورينات التي تتحول في الجسم إلى حمض اليوريك. من أهم هذه الأطعمة:
    • اللحوم الحمراء، خاصةً اللحوم العضوية مثل الكبد
    • المأكولات البحرية، مثل السلمون والجمبري والسردين
    • المشروبات المحلاة بالفركتوز: المشروبات الغازية التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز تزيد من مستوى حمض اليوريك في الجسم
  • الأدوية: بعض الأدوية مثل المدرات التي تُستخدم للتحكم في ضغط الدم المرتفع، وأدوية تثبيط المناعة، قد ترفع من مستويات حمض اليوريك كأثر جانبي.
  • عوامل صحية أخرى:
    • السمنة: الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد يكونون أكثر عرضة لارتفاع حمض اليوريك بسبب زيادة الإنتاج وانخفاض كفاءة التخلص منه.
    • ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب: يرتبط ارتفاع حمض اليوريك بمشكلات صحية أخرى قد تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم مستوياته.
    • الوراثة: قد يكون لبعض الأفراد استعداد وراثي للإصابة بارتفاع حمض اليوريك.

الأعراض الشائعة لارتفاع حمض اليوريك

قد لا تظهر أعراض مباشرة عند ارتفاع مستويات حمض اليوريك، لكن عندما تتراكم هذه المستويات وتتطور الحالة، يمكن أن تسبب أعراضًا مزعجة ومؤلمة. من الأعراض الأكثر شيوعًا:

  • ألم حاد في المفاصل: خاصةً في إصبع القدم الكبير، حيث تبدأ نوبات الألم بشكل مفاجئ وتكون شديدة، وعادةً ما تظهر في الليل.
  • التهاب واحمرار المفاصل: تؤدي تراكمات حمض اليوريك في المفاصل إلى حدوث التهاب واحمرار.
  • الشعور بالحرارة في المنطقة المصابة: غالبًا يشعر المصاب بحرارة في المفصل الملتهب، مع شعور بعدم الراحة.
  • حصوات الكلى: قد يتراكم حمض اليوريك في الكلى مكونًا حصوات تسبب ألمًا في أسفل الظهر وصعوبة في التبول.

استراتيجيات فعّالة لإدارة ارتفاع حمض اليوريك

للحد من مخاطر ارتفاع حمض اليوريك والتقليل من أعراضه، يمكن اتباع عدة استراتيجيات تشمل تغيير النظام الغذائي، استخدام بعض الأدوية، وتحسين نمط الحياة:

1. التغييرات الغذائية

النظام الغذائي له دور كبير في إدارة مستويات حمض اليوريك. ينصح الخبراء بتجنب الأطعمة الغنية بالبيورينات والتركيز على الأطعمة الصحية التي تدعم توازن الجسم، ومن أهم التوصيات الغذائية:

  • تجنب اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، أو تقليلها إلى الحد الأدنى.
  • تناول الفواكه والخضروات: الفواكه والخضروات تساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك، كما تحتوي على مضادات الأكسدة التي تدعم الصحة العامة.
  • شرب الماء بكثرة: شرب 8-10 أكواب من الماء يوميًا يساعد في تحسين عمل الكلى ويساهم في التخلص من حمض اليوريك.
  • اختيار منتجات الألبان قليلة الدسم: تحتوي منتجات الألبان على البروتينات اللازمة دون رفع مستويات حمض اليوريك.

2. استخدام الأدوية

في الحالات التي لا يمكن السيطرة عليها عبر التغييرات الغذائية وحدها، قد يصف الطبيب أدوية خاصة للمساعدة في خفض مستويات حمض اليوريك أو تقليل الأعراض المصاحبة. تشمل الأدوية الشائعة:

  • ألوبيورينول وفبكسوستات: تعمل هذه الأدوية على تقليل إنتاج حمض اليوريك.
  • بروبنسيد: يساعد هذا الدواء في زيادة إفراز حمض اليوريك عن طريق الكلى، مما يساهم في تقليل مستوياته في الدم.

3. تحسين نمط الحياة

تغيير نمط الحياة يلعب دورًا كبيرًا في إدارة ارتفاع حمض اليوريك. بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها تشمل:

  • الحفاظ على وزن صحي: يساعد التوازن الغذائي والنشاط البدني في تحقيق وزن صحي، مما يقلل من ضغط الوزن على المفاصل ويساعد في تحسين التمثيل الغذائي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: التمارين الخفيفة مثل المشي، تساعد في تحسين التوازن الصحي.
  • تجنب الكحول والمشروبات المحلاة: الكحول، خاصةً البيرة، تزيد من إنتاج حمض اليوريك، كما أن المشروبات المحلاة بالفركتوز تزيد من مخاطر ارتفاعه.

دور البوتاسيوم في إدارة ارتفاع حمض اليوريك

البوتاسيوم يمكن أن يلعب دورًا داعمًا في تحسين مستويات حمض اليوريك، حيث يساهم في:

  • دعم وظيفة الكلى: يلعب البوتاسيوم دورًا مهمًا في تحسين قدرة الكلى على التخلص من السموم، بما في ذلك حمض اليوريك.
  • التوازن الغذائي: الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز والبطاطا، عادة ما تكون منخفضة في البيورينات، مما يجعلها خيارًا جيدًا للتحكم في حمض اليوريك.
  • تعزيز صحة الأوعية الدموية: البوتاسيوم يساعد في الحفاظ على ضغط الدم الصحي، مما يعزز من كفاءة الجسم في تصفية الدم من حمض اليوريك.

الخلاصة

ارتفاع حمض اليوريك يُمكن إدارته بفعالية إذا تم اتباع نظام غذائي صحي، والتزام بالعلاج المناسب عند الضرورة، بالإضافة إلى تحسين نمط الحياة. إدارة مستويات حمض اليوريك بفعالية تتطلب اتخاذ خطوات وقائية مستمرة، مثل التقليل من الأطعمة الغنية بالبيورينات وتناول الأطعمة التي تدعم صحة الكلى.

 

Facebook
LinkedIn
Email
WhatsApp
error: Content is protected !!